السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظهرت دراسة ان الطفل الذى يعاقب بالضرب اذا أساء التصرف يصبح أكثر عدوانية وقلقا من اقرانه الذين لا يعاقبون جسديا حتى اذا كان الضرب من التقاليد المعمول بها فى مجتمعه. وقضية ضرب الاباء للابناء ولجوئهم للعقاب الجسدى قضية اختلفت حولها الاراء.
ويرى بعض الخبراء ان الطفل يجب الا يضرب حتى لو أساء التصرف قائلين ان الضرب يزيد لا يقلل المشاكل السلوكية وقد يصل الى حد الايذاء البدني. وهناك بيانات تعزز هذا الرأي. ويقول خبراء اخرون رغم ذلك ان أثر الضرب والعقاب الجسدى قد يعتمد على طبيعة الطفل والاسرة والظروف المحيطة به.
وفى استكشاف للنظرية الاخيرة التقى باحثون بنحو 336 أما وطفلا من الصين والهند وايطاليا وكينيا والفلبين وتايلاند ليحصلوا على اجابات لبعض الاسئلة التى تحيط بانماط العقاب البدنى وأثره على سلوك الطفل.
وقادت جنيفر لانسفورد الباحثة فى مركز سياسة الطفل والاسرة فى جامعة ديوك الدراسة. وقالت: "فى الدول الست التى شملتها الدراسة كان الاطفال الذى يعاقبون بدنيا أكثر يصبحون أكثر عدوانية وقلقا من الاطفال الذين يعاقبون بدنيا أقل".
واستطردت: "لكن فى الدول التى يشيع فيها العقاب البدنى لا يرتبط بشدة تعرض الطفل للعقاب البدنى مع ظاهرة العدوان والقلق مقارنة بدول يقل فيها اللجوء الى العقاب البدني". وليس غريبا ان تكون الامهات فى تايلاند وهى دولة تسود فيها التعليمات البوذية المسالمة أقل لجوءا الى ضرب ابنائهن او الى اساليب عقاب بدنية أخري.
وعلى النقيض فى كينيا على سبيل المثال حيث يشيع اسلوب ضرب الاطفال ويعتبر طبيعيا فى الاغلب فان الامهات يضربن اطفالهن ويستخدمن اساليب عقاب بدنى أخري. وأظهرت دراسة أجريت فى كينيا عام 2003 ان 75 فى المئة من الجدات قلن انهن ضربن وركلن وصفعن وقرصن وقيدن بالحبال احفادهن كوسيلة للعقاب.